الدلكة من أدوات الزينة الأساسية التي تستعملها المرأة السودانية، لما لها من تأثير فعال على البشرة وترطيبها، هذا ما أكدته اختصاصية التجميل السودانية إخلاص البله عمر وأضافت " للدلكة تأثير صحي على الجسم، فعملية التدليك تساعد على جريان وتنشيط الدورة الدموية، وتشد عضلات الجسم فيكون متماسكا، وتساعد على التخلص من ترهل الجسم خاصة مع التقدم في السن، أما الدهن والعطر وهما عنصران أساسيان في الدلكة فيتغلغلان إلى مسام البشرة فيكسبانها نعومة وحيوية ولمعانا، وقد التفت العالم حديثا لأهمية التدليك في المحافظة على الصحة والرشاقة فانتشرت صالات التدليك والمساج".
يستخدم حوالي ثلاثة كيلو جرامات من دقيق الذرة النقي، ويعجن الدقيق بالماء المنقوع بالقرنفل بحيث ينقع القرنفل في الماء لمدة ليلة كاملة، ثم يوضع على قدح من الخشب في باطنه حتى يلتصق تماما، ثم نكفي القدح على حفرة الدخان ويدخن بالشاف وهو نوع من الحطب ذو رائحة نفاذة ويكسب البشرة لونا جميلا، ونغطي الصحن والحفرة جيدا حتى تتغلغل رائحة الشاف فيه جيدا، ويترك حتى يحمر لون العجين، ثم نرفعه من نار الدخان، ويعجن مرة أخرى، ويبلل بمزيد من منقوع القرنفل، ويوضع مرة أخرى على الدخان، وهكذا نكرر هذه العملية لمدة أقلها ثلاثة أيام حتى ينضج، ويكون لون العجين أقرب للسواد، ويكون دليل النضج هو تساقط العجين من القدح، ثم ترفع العجينة المتكونة من الدخان وتخلط بالمسك المسحون والضفرة المطحونة وهي أظفر الغزلان والروائح السائلة وتتكون من فلير دامور وريف دور وسواردي باريس وقليل من الخُمرة، وهي نوع من العطور السودانية ذات رائحة قوية تستخدمها السيدات المتزوجات فقط، وتعجن جيدا لضمان اختلاط العطور بالعجين، وتعبأ في إناء محكم الإغلاق"، مشيرة إلى أنه يستحسن تقطيع العجينة قطعا أو تشكيلها في كريات صغيرة لسهولة استخدامها.
طريقة الاستخدام: "نأخذ كتلة صغيرة من العجينة وتبلل بالماء حتى تصير في شكل شبه سائل، ويدلك بها الجسم، ويستخدم الدهن أو الزيت المعطر ليسهل خروجها ويكسب الجسم لمعانا".
أنواع الدلكة للدلكة أنواع هي المحلب وهو نوع من الحبوب النباتية والبطاطس والذرة، أما دلكة المحلب فتعد بتسخين المحلب ناعما ثم يغربل ثم يعجن بعصير الليمون المخفف بالماء، وتدخن بنفس الطريقة المستخدمة في دلكة الذرة، وتعجن في كل مرة بمزيج الماء والليمون حتى تنضج وتتساقط من القدح، وتعجن العجينة بالعطور ومنها صندلية، فلير دامور ومسك مسحون وقلامور، وتعبأ في إناء محكم الإغلاق، وتترك لتتشرب العطور، وتستخدم بنفس الطريقة السابقة".
"أما دلكة البرتقال فتعد بتجفيف قشر البرتقال والقريب فروت، ثم يسخن ناعما ويغربل ويعجن بمزيج الماء وعصير الليمون، ويدخن بنفس الطريقة السابقة حتى ينضج، ثم يعجن بعطور الصندلية، وقلامور والفلير دامور والمسك المسحون، ويعبأ في إناء محكم الإغلاق ليستخدم عند الحاجة"، وأضافت أن هذه الطريقة هي بمثابة صنفرة للبشرة، وتعطي رائحة زكية للجسم ونعومة، وهي من العادات التي يتم استعمالها للعروس وعامة النساء، ويمكن أن تستعمل كل يوم أو مرتين في الأسبوع.
المرأة السودانية تعتبر هذه الطريقة من دلائل اهتمام المرأة وبزوجها، وتعد هذه الدلكة في البيوت، تعدها الأمهات والأخوات الكبيرات في السن، وتخلط بكميات كبيرة وتعبأ في علب"، دلكة الذرة والمحلب يمكن استخدامهما لسنوات طويلة، أما دلكة البرتقال فهي سريعة التلف، وهي من ضمن التقاليد التي توارثتها المرأة السودانية من الجدات ومن الموروث الشعبي وتستعملها جميع السودانيات،
وأن هذه الطريقة تحظى بإقبال كبير من بعض الجنسيات الأخرى كالسعوديات اللواتي يفضلن استخدامها لتعطير الجسم والبحث عن النعومة حيث تقوم السيدات السعوديات بشراء هذه الخلطة واستخدامها في الزينة واسمها مشتق من التدليك، وهي تمنح الجسم رائحة عطرة، ويستمر مفعولها من يومين إلى ثلاثة أيام، وبالنسبة للعروس قبل الزوج يتم تدليكها بهذه الدلكة لمدة شهر كامل وتبخر بالطلح