حساكم - عيسى الصايم - عبدالله السلمان
حساكم
شاطئ العقير من أهم المواقع السياحية والتراثية الساحلية في الأحساء (شرق السعودية)، الذي يحتفظ بسجل حافل من الذكريات المهمة لمنطقة الخليج والجزيرة العربية في أمهات الكتب التاريخية والسياسية، و كميناء تجاري رئيسي للأحساء والمناطق الوسطى في الجزيرة العربية على ساحل الخليج، كما انه من أجمل سواحل السعودية المطلة على الخليج العربي من حيث الطبيعة البكر والبيئة النظيفة ووجود آبار المياه العذبة التي تنبع بجوار الساحل والمباني القديمة، وقربه من عدة جزر.
وفقد العقير الأهمية الاستراتيجية والقيمة التجارية والحيوية والنشاط مع اكتشاف النفط في المنطقة ازدادت بعد الطفرة النفطية وبناء موانئ ومرافئ بديلة وإنشاء شواطئ وكورنيشات حديثة حيث سحب من تحته البساط، وعاش لمدة من الزمن في وحدة وعزلة عن العالم الحديث بلا أنيس و لا ونيس سوى النسيان والإهمال.. يتحمل قسوة الطبيعة من رياح قوية وأمواج عاتية تضربه بدون رحمة، و بدون تقدير لدوره العظيم وتاريخه العميق.. يكفك دموعه الشديدة الملوحة على رماله الناعمة التي لا زالت تحتفظ بالكثير من الذكريات و الأحداث المهمة التي شهدها هذا الموقع العزيز على أبناء الأحساء بكل خاص وأهالي المنطقة الشرقية بشكل عام، ومع ذلك لا زال لغاية اليوم محافظا على وضعه السابق - كما كان في الأعوام الخوالي لم تتلاعب به الحداثة ولم تلطخه المدنية الجديدة- مما أضاف على ما يملكه من مقومات طبيعية خلابة ميزة الاحتفاظ بالقيمة التراثية ومشروع مدينة ساحلية جديدة في الأحساء.
مشاريع عملاقة
وبرز اسم العقير خلال هذه الأيام في الإعلام المحلي السعودي بعد الزيارة المفاجأة التي قام بها الأمير سلطان بن عبد العزيز "ولي العهد" إلى الشاطئ أثناء زيارته للمنطقة أيام العيد وهو اكبر شخصية مهمة يزور الموقع منذ عقود طويلة، مما فسر بان الزيارة تعبر عن مرحلة جديدة سيشهدها الشاطئ في الأيام القادمة، وقد أعلنت بلدية الأحساء مؤخرا عن رصد عشرات الملايين من الريالات للقيام بإنشاء عدد من المشاريع لإعادة الحيوية للشاطئ وجعله قبلة سياحية وأهمها إنشاء طريق حديث من مدينة الهفوف إلى الشاطئ مرور بعدة قرى من الشرق - وهو نفس الطريق الذي يستخدم قبل اكتشاف النفط - وتخصيص العديد من المدن الترفيهية والقرى السياحية المعدة للاستثمار وإنشاء طريق ساحلي دائري موازٍ ومحاذٍ لشاطئ البحر بطول 42 كلم، وإنشاء 140 مظلة شاليه لخدمة عامة المواطنين مقسمة على مجمعات كل مجمع يحتوي على 10 مظلات، وتنفيذ 100 دورة مياه منها 50 للرجال و50 للنساء، وإنشاء أكثر من عشرة كيلومترات من ممرات المشاة توصل المظلات ببعضها محاذية وموازية للبحر خدمةً للراغبين في رياضة المشي، بالإضافة إلى أعمال الإنارة للطرق والساحات والمظلات، وتوفير المياه الخاصة للشرب والمياه الخاصة للاستخدامات العامة، و عبر أهالي المنطقة عن سعاتهم الغامرة بتلك المشاريع وفتح المجال للاستثمار في شاطئ العقير الواجهة الساحلية للأحساء بأنها تمثل حلما كبيرا طالما راودهم.
موقع العقير
وقد سمي بالعقير من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد و ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أن العقر كل فرصة بين شيئين وتصغيرها عقير. و يقع ميناء العقير على شاطئ الخليج على بعد 85 كيلو متر عن مدينة العيون، كما ان هناك طريق من مدينة الهفوف طوله 40 كم عبر الطريق البري التجاري القديم، الذي قامة وزارة المواصلات بإنشائه.
طبيعة خلابة
ويتميز ساحل العقير بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر، حيث يوجد بالقرب منه عدة جزر من أهما جزيرة الزخنونية وجزيرة الفطيم، كما يعتبر شاطئ العقير من أجمل سواحل السعودية المطلة على الخليج العربي من حيث الطبيعة البكر والبيئة النظيفة و وجود آبار المياه العذبة التي تنبع بجوار الساحل والمباني القديمة. و تكثر فيه الأسماك المتنوعة واللذيذة المشهورة في المنطقة.
تاريخ العقير
كان شاطئ العقير يشكل قبل النفط الميناء الرئيسي للأحساء و للمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، و وسيلة الاتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار الهند والصين، و سوقاً مهما ورئيسيا من الأسواق التجارية القديمة المطلة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام حيث ذكر بعض المؤرخين أنه يلتقي فيه عدد كبير من تجار الأقاليم والأقطار المجاورة وتعرض فيه ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية. وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ثم إلى المناطق الأخرى ما بين 250 إلى 300 حمل جمل تحمل أصناف البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي وبعض المنتجات اليدوية كالفخار و المشالح الأحسائية الشهيرة. و من هذا الميناء انطلقت الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
ذكريات تاريخية
من الأحداث المهمة والمؤثرة التي شهدها الميناء في تاريخ السعودية والجزيرة العربية الحديث اجتماع الملك عبدالعزيز ال سعود مع المسؤول البريطاني للتاج الملكي البريطاني في الهند ومنطقة الخليج كوكس التي اعترف فيها الإنجليز بتبعية نجد والأحساء والقطيف والجبيل لحكم (آل سعود)، وكذلك وبرسم الحدود مع العديد من الدول المجاورة التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.
مواقع تراثية
يوجد بالعقير الكثير من المواقع الأثرية والتاريخية و التراثية التي تستحق المشاهدة والزيارة خاصة أنها لا زالت قائمة ومن أهمها:ساحة الجمارك، تتكون من مباني إدارية من دورين، ومستودعات. والفرضة رصيف الميناء بطول (148متراً ) مكشوف يمثل رصيف تفريغ البضائع والثاني مغمور بشكل نصف دائري لتسهيل رسو السفن، وتحيط بجميع حجرات الإدارة نوافذ خشبية مستطيلة الشكل تعلوها أقواس نصف دائرية. والقلعة تتكون من قصر الإمارة و المسجد الذي يتكون من رواقين. والخان : يقع غرب الميناء وقد استعمل منذ بداية القرن السابع الهجري كاستراحة للمسافرين ودوابهم ويحتوي على حجرات للنوم وقاعات لعرض البضائع و كسكن للعاملين بالميناء وكبار الزوار وتزاول فيها الأعمال التجارية من بيع وشراء وتخليص للبضائع. وبرج أبو زهمول: وهو مبنى اسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، بني سنة 1280هـ على تل مرتفع، وتوجد بالقرب منه بئر ماء عذب يستقي منها الذين يترددون على العقير وتأتي أهميتها لكونها البئر الوحدة العذبة في العقير ويعرف كذلك باسم برج الراكة لوجود شجرة آراك ضخمة بالقرب منه.وما تلك الآثار التي ذكرت إلا بعض من كل ولمن أراد معرفة المزيد لا بد من زيارة الموقع الذي شهد في الفترة الأخيرة اهتماما كبيرا من قبل الجهات المسؤولة لجعله واجهة سياحية راقية.. لإعادة الحيوية لهذا الميناء التاريخي.
عيسى الصايم
العقير أول ميناء تجاري على الخليج العربي حتى عام 1957، وهو من أجمل السواحل الشرقية على ضفاف الخليج، ويتميز بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان، وهو الآن منطقة أثرية، به مبان قديمة ما زالت قائمة تحكي قصة ماضيه العريق وشواهد للعمارة السعودية، وهذه المباني هي الدوائر الحكومية التي شيدت في عهد الملك عبد العزيز. وقد شهد ميناء العقير انطلاقة جحافل الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين، وربما جاء اسم العقير أو العجير، كما يسميه أبناء الاحساء، من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد، ولعل أبرز الأحداث التاريخية المهمة التي شهدها العقير في التاريخ السعودي الحديث، نزوح العساكر العثمانيين من الاحساء في عام 1331، وعقد الملك عبد العزيز معاهدة العقير الشهيرة مع السير بيرسي كوكس، ممثل الحكومة الإنجليزية في 26 ديسمبر (كانون أول) 1915، وتنص المعاهدة على اعتراف الإنجليز بأن نجد والاحساء والقطيف والجبيل وتوابعها هي (بلاد بن سعود).
العقير الذي يبعد 200 كيلومتر عن مدينة الدمام، فرضة هجر من بلاد البحرين قديما على ساحل الخليج العربي، وهجر هو الاسم القديم للاحساء.
ويذكر أن بني محارب من القبائل الجاهلية قبل الإسلام وهم من بني عبد القيس، وينتسبون إلى العمور سكنوا هذه البلدة. ويذكر ياقوت الحموي أن العقير قرية على شاطئ بحذاء هجر، وتبعد عن مدينة الهفوف عبر الطريق التجاري القديم حوالي 40 كيلومترا. ووصف صاحب المناسك ميناء العقير بأنه فرضة الصين وعمان والبصرة. ويعد العقير ميناء جنوب نجد لأنه أقرب ميناء لها يرتبط بطريق بري قديم يعرف بدرب حوجان، يتجه من الاحساء إلى حرض ويتفرع إلى يبرين باتجاه جنوب الجزيرة العربية.
ويحاذي ميناء العقير جزر محاذية وهي جزيرة الزخنونية التي سكنها الدواسر وجزيرة الفطيم. وقد زارتها البعثة الدنماركية كما يذكر جيفري بيبي عنها بعض الملاحظات في كتابه «المسح الآثاري الأولي بشرق الجزيرة 1971»، وفي كتابه «البحث عن دلمون»، والجرهاء حسب ما يذكره استرابو، أنها مدينة على خليج عميق يسكنها الكلدانيون من بابل، وقد ارتبط اسم العقير بالجرهاء، وفق ما كتبه المؤرخون في تحليلاتهم للنصوص القديمة.
والعقير حلقة وصل لمواقع أثرية مرتبطة بها، وبها مباني قديمة ما زالت قائمة كمركز الإمارة والجمارك والمسجد ومبنى الخان والفرضة، وقد قامت الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف في عام 1413هـ، بتسوير المنطقة الأثرية وترميم بعض المعالم التاريخية بها وأجريت أعمال التنقيب وتوثيق لآثارها. ويعتبر العقير من الأسواق التجارية القديمة في فترة ما قبل الإسلام، وارتبط بسوق المشقر وسوق هجر، وتعرض فيه ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية. وبعد دخول قبيلة عبد القيس في الإسلام ودخول هذه المنطقة طواعية في الإسلام، شهد ميناء العقير انطلاقة جحافل الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
وقد لعبت العقير في فترة ما قبل الإسلام دورا مهما وقويا في التاريخ القديم، ويدل على ذلك الشواهد الأثرية التي اكتشفت بها. ويعتقد العالم المستشرق كارنوال، أنها موقع الجرهاء المفقود.
ويذكر ياقوت الحموي أن سابور ذي الأكتاف حين نقل العرب من شط الفرات، أنزل جماعة منهم في العقير. ويشير الباحثان وليد عبد الله الحسين وخالد أحمد الفرَيدة في كتابهما «العقير ميناء هجر وجنوب نجد»، أن العقير يرتبط بواحة الاحساء بطريق تجاري بري قديم شيدت عليه عدة قلاع وآبار للمياه من أهمها أم الذر وشاطر وبريمان وخوينج، وقد شيدت هذه القلاع لحماية القوافل التجارية وتزويدها بالمياه، إذ تقدر المسافة بين الاحساء والعقير بمسيرة يوم على الإبل، وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ما بين 250 إلى 300 حمل بعير، محملة من البضائع، حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعُمان، وتعود محملة بأهم منتجات الاحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي ومنتجات الفخار.
ويوضح الحسين والفريدة أن العقير تتميز بكثرة الأسماك المشهورة بالجودة وطيب الطعم والنكهة، وذلك بسبب زيادة الملح في مياه الخليج العربي ونظافة المراعي البحرية وخلو الشواطئ من التلوث. وفي التاريخ السعودي الحديث شهد العقير العديد من الأحداث التاريخية المهمة، أبرزها نزوح 1200 من العساكر العثمانيين من الاحساء في عام 1331 بعد أن يسّر الله استرجاعها على يد الملك عبد العزيز، لكن الجنود عادوا مرة أخرى بعد أن كثر عليهم اللوم وطلبوا المعونة من الإنجليز، فاستأجروا سفنا ونزلوا العقير ليلا، لكن الابن الأكبر للمك عبد العزيز الملك سعود، تمكن من دحرهم وأسر منهم 30 رجلا، فبلغ الملك عبد العزيز الخبر وهو بالأحساء، فخرج إلى العقير وفك الأسرى وحمل باقي العساكر إلى البصرة على ظهر الباخرة جانكات، وقد استمرت أهمية العقير كميناء، إذ ازدهر في بداية الدولة السعودية وحتى عام 1365.
وبفعل تحول الطرق التجارية بعد اكتشاف النفط في بقيق والظهران، تراجعت أهمية العقير لوجود طرق حديثة معبدة وبناء ميناء الدمام كميناء قريب من منابع النفط والأسواق التجارية في المنطقة الشرقية.
عبدالله السلمان
قبل 4 سنوات مضت يجمع أهالي الأحساء على أن شَدَّ الرحال السياحية إلى شاطئ العقير السياحي المتربع على ضفاف الخليج -80كلم شرق الهفوف- يُعتبرُ رحلة محفوفة بالمخاطر ؛ لانعدام جميع مقومات السياحة الترفيهية والشاطئية هناك والخدمات الضرورية ؛ بل يجد المتنزه نفسه في أكبر صحراء مائية قاحلة خلا الأسماك التي رمت بنفسها على الشاطئ ناعيةً إياه، ومظلات قديمة أكل الدهر عليها وشرب من مياه البحر، بل إنها لاتقي حر الصيف ولابرد الشتاء وتحتاج إلى من يظللها عما ذكر.
ولا يوجد هناك سوى بقالة شُيِّدت من خشب متهالك ومبانٍ تراثية للميناء الذي شهد حضور الملك عبدالعزيز قبل 60عاماً تقريباً، وكم من أسرةٍ ذهبت للتنزه ولم تكمل يومها نظراً لنقص التموين الغذائي وحرارة الشمس والخوف من المبيت ليلاً في غابة مظلمة.
وليس بمستغرب أن تذهب للتنزه بصحبة الأسرة ولا تجد أحداً غيرك فيتوحش عليك الشاطئ وتعود لمنزلك قبل موعدك بساعات حتى لا يحل الظلام عليك ضيفاً ثقيلاً، وخوفاً من وحشــة الطريق المشهور بحوادثه إما بسبب الجمال السائبة أو الرمال المتحركة ؛ إضافة إلى كونه ذا مسار واحد في طريقيه الشمالي والجنوبي؛ أما الآن فقد تغيرت صحراء "العقير" بعـــد الجهود التي بذلتها بلدية الأحســـاء وأعطته واجهةً بحرية يقصـــدها طالبو الراحة والاستجـــمام والتنزه وغيرهم، وكان توجـــه بلدية المحافظة لإعادة الناس إليه واضحاً من خلال ملايين الريالات التي أنفقت هناك.
البلدية والحلم
رئيــس بلدية الأحساء المهندس فهــد بن محمد الجبير أكد لـ"الوطــن" أن بداية تأهيل الشاطئ نبعت من توجه البلدية في اعتماد المخطط الهيكلي للواحة والمتمثل في تنمية الجهة الشرقية منها والتي تبعد عن الشاطئ مسافة 70كلم تقريباً، وأن هذه المسافة ستتقلص بعد فترة عندما يصـــلها التمدد العمراني، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية والاستــثمارية التي يمتلكها الشاطئ، وعلى هذا الأساس أنفقت البلدية ملايين الريالات من أجل إعادة الحياة للعقير من خلال مشاريع متعددة بداية من عام 2004، فقد تمت زراعة أكثر من 285.500م من المسطحات الخضراء، وزراعـــة أكثر من 330 نخلة بلدي و840 من فسائل النخيل، وزراعة أكثر من 780 نخلة وشنطونيا، وأكثر من 5000 شجــرة كونا موربس، مضيفاً أنه تم إنشاء 4ملاعب مزروعة بالمسطح الأخضر ومسورة بمساحة 40×80م وسيتم إنشــاء 6 ملاعب إضافية في القريب العاجل، ولم تغفل البلدية أهمية ألعاب الأطفال فقد تم تركيب 184 لعبة وهي من الحجم الكـــبير، ويتابع الجبير " وعلى مستــوى الإنجازات الإنشائية تم إنشــاء 8 خزانات خراسانية وتركيب عدد 2 خزان فيبر جلاس وإنشاء 3 ساحات تزلج، وحفر 9 آبار ارتوازية، أما المظلات الـ"150"الكبيرة فقد صممــت بشكل هندسي جمالي يريح قاصـــدي الشاطئ وبصورة تحفظ للعائلات خــصوصيتها دون أن يحدث ذلك تأثيراً على التصــميم، وفي الآونة الأخيرة تم تركيب 78مظلة صغيرة مجاورة للشــاطئ أيضاً؛ ولتأمــين ممتلكات الشاطئ وسلامته فقد سعت البلديــة لتركيب كاميرات مراقبة إلكترونـــية لرصد العابثين والمخالفين، وتم بالفعل تغريم بعضهم لمخالفتهم التعليمات ومنها الوقوف بالسيارة على المسطحات الخضراء .
الموقع والأهمية
يشكل الموقع الاستراتيجي للعقير– الذي تبلغ مساحته 721كلم2 - خريطة سياحية جديدة للمواطنين والقاصدين من دول الخليج ؛ إذ يعتبر قربه من مدن الأحساء وحواضرها عامل جذب للسياح فلا يبعد عن آخر مدينة سوى 70كلم تقريباً، فضلاً عن قربه من محافظة بقيق ومدن المنطقة الشرقية عموماً وكذلك بعض دول الخليج كقطر، أما العاصمة الرياض فيعتبر العقير الساحل الأقرب لها على الخليج وهذا ما سيزيد من إقبال السياح عليه نظراً للدور الكبير الذي تختزنه عاصمة البلاد في جذب السياح سواء مواطنين أو مقيمين، ولذا أدرك المسؤولون أهمية تعدد الطرق السريعة التي توصل إلى الشاطئ فقبل 3 سنوات تم افتتاح الطريق الجنوبي/الشرقي والذي يبدأ من بلدة الجشة إلى الميناء القديم مباشرة وبطول65كلم ويخدم هذا الطريق ساكني المحافظة من الجنوب والشرق واختصر عليهم مسافات طويلة، بدلا من وصولهم عبر الطريق الشمالي من مدينة العيون، إلا أنه ومع وجود هذين الطريقين لايزال الأهالي يطالبون بإعادة هندستهما ؛ لأنهما ذو مسار واحد مما يؤدي إلى كثرة الحوادث.
وتكثر في العقير الشواطئ النظيفة والواحات والرمال والخلجان والجزر، وعمدت بلدية الأحساء إلى اختيار منطقة ساحلية طفيحة وتمتد بطول يتجاوز الـ"40م" وبعمق لايتعدى نصف متر، الأمر الذي يبعث في قلوب الآباء الاطمئنان على أبنائهم من الغرق، مع وجود إضاءة كافية تكشف الشاطئ على امتداده الجديد.
"السياحة" والتطوير
وتسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان إلى جعل العقير وجهة سياحية لأبناء المملكة والخليجيين، بعد تحويل دراسة تطوير الشاطئ إلى واقع عملي، نظراً لوجــود عدة مقومــات ومنها الأهــمية التاريخــية؛حــيث يعد أول ميـــناء تجاري على الخليج العربي حتى عام 1957، وهو من أجمل الســواحل على ضفاف الخليج ويتــميز بتداخل مياه الخليج بالشواطـــئ الرملية الضحلة، وتتنوع فيه المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر ومن بين تلك المظاهر جزيرة الزخنونية التي تبعد 4 كلم جنوب شرق ميناء العقير، إضافة إلى ضمه العديد من المباني الأثرية شيدت على فترات تاريخية وحتى آخر فترة عام 1374 وهي مبنى الجمارك ويقع بمحاذاة البحر ويتكون من قسمين هما مستودع الجمارك، وإدارة الجمارك والفرضة ومبنى القلعة ومبنى الخان، وكل هذه المقومات تشكل عنصراً قوياً من شأنه جذب العديد من الزوار وهواة معرفة التراث، ومِن بين عوامل الجذب التي تسعى الهيئة إلى زرعها في الشاطئ هي مشاريع الاستثمار المطور المتنوع في نشاطاته، وأكد نائب الرئيس المساعد للاستثمار في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور حمد السماعيل أهمية الاستثمار هنا في العقير كوجهة سياحية ومشروع حيوي ناجح على مستوى السعودية لضخامة حجم الاستثمارات المتوقعة – حين البدء فيها – حيث من المتوقع وصول حجم الاستثمار الكلي في مشاريع السياحة فيه إلى أكثر من 40 مليار ريالا، وهو ما سيوفر90 ألف فرصة عمل، إضافة إلى أنه سيتم طرح ما يقارب من 30 % من رأسمال الشركة المطورة للاكتتاب العام، متوقعاً أن تصل القيمة الاستثمارية –في السنوات الأولى من بدء التطوير -إلى 7 مليارات ريال، وكان الأمين العام للهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان قد أطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على خرائط تطوير شاطئ العقير في الأحساء، وقدم سموه شرحاً عن دراسة التطوير، التي أنجزتها الهيئة، بالتعاون مع وزارات حكومية أخرى.
العقير والبترول
واعتبر الدكتور الناجم والأستاذ الفريدة "العقير" الشريانَ الرئيس الذي أمد فرق البحث والتنقيب عن النفط بجميع المواد والمعدات الواردة عن طريق البحرين، واستمر دوره التاريخي والحضاري إلى عام 1377، حيث بدأ العمل في إنشاء ميناء الدمام وخط سكك الحديد وللبحث عن طريق أقرب وأسهل لمصادر النفط المكتشف آنذاك لتسهيل نقله،وبذلك أسدل الستار على آخر أدوار ميناء العقير؛ إلا أن واقع مخزون البترول والغاز اليوم الذي تستأثر بكثرته أرض الأحساء كشيبة وحقول الربع الخالي والغوار والعثمانية وشدقم والحوية وغيرها غيّر تلك التوقعات في الوقت الراهن.
منقول