منتديات جست لايك يو
ديوان الشاعر ..محمد الحارثي 684
منتديات جست لايك يو
ديوان الشاعر ..محمد الحارثي 684
منتديات جست لايك يو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اذا ماوسعڪَ المنتدىآ تۈسعڪَ عيونـآإ يـآإ زائر,جْ ـمٌيٌع آڷحقۉق مٌحفۉظهـٍ لـِِّ جًِْسٌِِّتُِِّْ لآيَكَ يَوٍ
 
الرئيسيةالبوابة أحدث الصورالتبادل الإعلاني التسجيلدخول

 

 ديوان الشاعر ..محمد الحارثي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 4:58 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبذه عن حياة الشاعر محمد الحارثي

ولد في عمان عام 1962

· تسلل الشعر إلى حياته مبكرا، فانقاد له لاهياً عن كرة القدم، وفيما بعد عن تخصصه في الجيولوجيا وعلوم البحار.

· كتب في الصحافة العربية وفي الدوريات والفصليات الأدبية مشاركاً، أحيانا، في مهرجانات الشعر هنا وهناك.

(صلاح عبد اللطيف)



بعد عشرين سنة من ترحاله المثمر
يضحك في عنب الأصدقاء
كمن لم يذق تـين الألم
وكأساً في مراكش
استبقه إليها أبو نواس.
يصحو في النوم
بقمـيص أحمر
آخذاً فرائسه إلى دمها المنثور
في تـبر الأسرار.
يروي في آخر الجملة
وقته الثمين
بالغيـب والفارزة، سائسـاً
إبريق مخيلتـه
إلى أحسن القصص والأشجار.
مُقـامراً بتعويذة البابليين
في ابتسامة عارمة
تنسـيه فحوى القصة التالية
ثم يهـش قطيع السهرات
بـبرجٍ في الكنيسـة المجاورة
كملك يعترف لأول مرة
بالصرخة الفائضة بين
فَتـاةٍ وفُـتات.
ساهماً عن المارة
في نـيـسّن شتراسّـه
يخدر الفيلة والتماثيل
بحقائب جلدية
يلقيها في الرّايـن
قنطرةً تعبرها قصائد
لم يكتبها بعد







محمد الحارثي


(بورتوريه )


يسبقُ الصباح إلى النافذة
بقهوة مُـرةٍ وريشةٍ ذهبية
بمـوتسارت جارحاً صوابه
في ربيع الصالة
يرسم ماءً في الماء..
طيوراً تطيل أهداب الحديقة
بومضةٍ أقصر من ظل..
صيادين، صَـوارٍ، وقوارب
تلفظ أخشابها الأخيرة في بحيرته
الناجية من طوفان.
مُضيفاً إلى جزيرة التفاصيل:
عينين تقبلانه واحداً واحداً..
حانةً يجمع فيها السواحل
بضربة حظ واحدة.
دون أن ينسى في المتـن أو الحاشية:
نمراً تطلقهُ يداه في براري النافذة
لا يعود إلا بفريسةٍ – عُذرهُ الأثير حتى
لا ينسف نهراً أفسدته الألوانُ إلى أجلٍ
لا تسميه ريشته.







محمد الحارثي


(تمثيل ضوئي)



يملأون ماء الضوء بأحصنتهم
بالصهيل في رواق الكشمير
يغمر شاش المرايا بأصداف
صغيرة
تتلمسُ يد النعاس
في ثنـية السّـاري
وضحكة امرأة
تطرق رصاص النبيذ
بأحرف اسمها الظليل
كجزيرة في المحيط الهندي
لم تغمرها حدائق الماء
بعد.



محمد الحارثي



(غياهب الشمعة)


ليلٌ فاتر لم يوقظ ساعته البرّيـة
يغمر سماء تصطاد غفوة الطيور
من كتفها العارية
في مخمل الظل
بعيداً عن إبـرة المرسم
قريباً من وَشَـق عابر غياهب الشمعة
يغمض حجر جفنيه
منتـشياً بانتصاره على قـرنٍ
من الحراسة
لتمثالها المهجـور
في أقصى الغابة
منذ اختلستهُ يدٌ
لم يُشـر إليها الكُـهّـان
يدٌ أذابت حنينها المعتم
في رخام المتحف
واختفت
دونما صـبرٍ
يُـؤوِّلُ الإزميل.




محمد الحارثي



(سهرة الصقر في نومه)


كؤوسٌ من ظِلال
تندى أحداقها في النبيذ
ترشقُ الزوايا بظلال المطر
بين أمهر الضحكات في الليالي
الوسيعة وحبلها السري
يخدشُ حياءها بخاتمه..
بقنّـينةٍ معشوشبة
تضفر الشفق
بسهراتٍ صغيرة
يدنو بأحجاره
وينـأى
كريشةٍ من حنان أسلافه
كياقوته الثمين
لامعاً في محاجر الطرائد
لاهباً متحفه الطلق
بأقواس قزح
لا يراها سواه.
ضاحكاً في سفح غمامهِ ومراثيه
يرنو لدموعه البيضاء
يُصغي لجناحيه الأسيرين
في وسادة الريح..
لرنين سقوطه يُصغي، وحيداً
وحيداً في آخر السهرة
كنصف تمثال
لم يُنحت في الهواء
ولم يصل الهاوية.





محمد الحارثي


(انتظار في بابل)




مُـسوّراً ظهيرة المشنقة
بحيزومٍ من الضحك
تاركاً مباهج الأدلة
تضمّـخُ العَـدم
بعد أن أحرق الجثث الماكرة
عن بكرة أبيها
يرسل ضفيرة الذئاب على عواهنها
بهدوء من لا يلوي على شيء
مُنـتظراً في وبَر الضوء
حُلم البارحة
كحربةٍ صقيلة من خشب
الصندل
تجوسُ مياهَ حدائق بابل.




محمد الحارثي



(خطب الأسماك)


يجمعُ خُطب الأسماك
في سلةٍ بكماء
تهبط قوس القاع
مشدودة إلى حبل رفيع
يتدلى من فم صياد
فضّـضته القيامة
بصريرها الطافي في ضريحه.
مصافحاً بلسان مقطوع
نظـرةً كفيفة
لنسرٍ في ساحلٍ مُحبّـبٍ
بقواقع الرمان
أبقى سـرّه دفيناً
في سُـلم العصور.






محمد الحارثي




(الرياحين السوداء)


أعطيتكم ساعاتي
تمرح بين أيديكم
والرياحين السوداء
تملأ ساحل وجوهكم
بالكسور والأجنحة
بالكلمات
ثقيلة على أكتافكم
كنورس في ظهيرة
لا تحط ولا تطير
تلمع بحبات عرَقها في
أبدان السفن
ودشاديش الحَـمّالين
آتيةً ذاهبة بالبضائع
كأشرعة صغيرة
تُحفز نسمةً على الهبوب
في الفُرضة (التي لم تسافروا منها
بجواز الإمامة) في ساعة مسروقةٍ،
في ضحى ضرير
يطيل لحى الغرباء
بأبجدية معطلة
تُنزف من بئر في كبد البازلت
تروي لعامل في ال p.d.o
قصة اختراع المسبار في أحشائها
الأنابيبَ الممرغة في دورة اليابسة
أنفاسها..
وحشرجةَ العالم.
تروي، كما لو كان ناسياً
هو الآخر أمثولته
ماثلةً بحذافيرها أمام عينيه
ت
ر
ف
ر
ف
بعمائمها البيض في "مدارج الكمال"
تضيء ماءه الأول بهلال من الرمل
في جِدة الحراسيس، أو حادٍ يروي كمن
فقد لسانه في دمعة يوقفها البوليس
بتهمة السقوط في كأس فارغة..
فارغة
حتى من الأمثولتين




محمد الحارثي



(أبو الكلام)


لم يضرب بعصاه الرمل
أتى من قريته النائية في خليج البنغال
تاركاً أبويه في رصيف المحطة
بين كسرة خبز وبطانية مرقعة
بحواسهما الخمس.
مُستسلماً في حارته الجديدة
لمكيف هواء
ومذياع صغير
يدلق في أذنيه
انقلاباً عسكرياً
وفيضاناً بحذافيره.
(مثرثراً مع رفاقه عن مقاول جديد)
يحتسي ثلاثة كؤوس من كولونيا رخيصة
بعد ظهيرة من الإسمنت
وأربعين دولاراً
يرسلها كل هلالين
لأبيه المجدور
……………………
………………
مطفئاً صهريج الشمس
بلمسة زرِّ في مخيلته
يتوسدُ فُتـات أحلامهِ
وينام.




محمد الحارثي



(بطانيات بوذا )



كموجـةٍ مُخـضلّةٍ في السرير
يُسـقط شكوك الظل
من أطرافه
يصغي لرنين الغيب
ينقـرُ قنديل الطاولة
بساحلٍ من الخشب
يصطادُ فمَ الماء
من نافذة مثلومة
في غفلة الأساطير
يلهو
بشِـصٍّ ذهبي
أخفتْـهُ الألوان
في عينين مشقوقتين
بخجل الضوء
أنّـى تثاءبَ بندولٌ
في الصـنـدل
وأغمـضت جزيرةٌ
ساحـلها اليتيم
في يديه
مُـلتحفاً بطانيات بـوذا
حالماً في الكوكايين
بدمٍ نادر
يسيلُ من فم تـنّـين
يذرعُ لؤلؤة الزرقـة
بصـالات وداع ملكية
وجنود
حيث لا سمكة بعينها ترشدُ حفيف المـارة
إلى ظل نسيه في قارعة الطريق
جدارٌ مائل
اسّـاقَـطَ قبل قليل.





محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 5:02 am

(الصائد)


[إلى روح محمد بن سعيد، شهيداً بلا جسد]
عام 1989، حيث التقينا في الجزيرة لأول مرة
في سيارة لاندروفر؛ كانت أحلامنا البسيطة
تقود حاسة السلاحف إلى ساحل أضاءه الله
بفيروز الأبديّـة.
كانت الليالي حقلاً
من الملائكة
والحدائق
قيامةً من الذكريات
والوظيفة
محرابنا الوحيد
الذي تؤمّـهُ زهور برية
تصلي الجمعة
في هواء طلق
ينثره تشايكوفسكي
مصيدةً واسعة للحنين.
.. والحرب التي ربما تنتظر
لم تلقِِ أوزارها بعد
كما لم تبدأ في غيابي.
أنت الباحث
عن عسل الأيام
في قارورة الصبر
تخفي دمعة الشمعة
في مشكاة البيت
وترحل
بفرحة نمر يخمش قصيدته الأولى
في السماء.
⌂⌂⌂
أعرف أنك لم تعد تبتسم لحجرٍ
يخفي الشمس في الأعراس
ولم تعد تتلو القرآن في المكتبة..
لم تعد حتى طائرة ورقية
يذرفها الأهلون
كما لم يعد بحرُ العرب
حصيرة بيضاء
لخطواتي.
كانت أحلامنا البسيطة
فقط
وغرفة بلا صديقين
يُحدقان في بوصلة
يكسوها دم المـأتم.
كانت أيضاً:
نافورة صغيرة
من الأسرار
في ساحل بعيد
جفت في حوضه
دموع النسر.





محمد الحارثي



(فرق الحالات)



.. وحين يطلُّ صباحٌ جديد عليّ
أمارس يومي كيوم سواي من الناس:
أضحك من نكتةٍ قالها أحد المتعبين
أردد بيتاً من الشعر للمتنبي
أوافق أن نشرب الشاي بعد الغداء إلهاً إلهاً
أعارض رأي زميل يجيد السياسة
أداعب طفلاً ليضحك أكثر مما ضحكت
أدققُ فاتورة الماء والكهرباء
أسابق شاحنةً في الطريق السريع
…………………………
…………………………………
…………………………………………
ولكنني حين وحدي أكون
مع الليلِ ليلاً
مع الصمت صمتاً
مع الروح مرفوعة في الجدار
أهنئ نفسي على قدرتي أن تظل عيوني
طوال النهار
بلا أثر لصلاة الدموع.




محمد الحارثي


(بائيات)


السـراب:
ليس ماء
ولكنه الماءُ في عين من لا
يرى
أصابع صحرائه.
الغُـراب:
يتغابى، ويعلمُ أن الخليقة من لونه أدركت
أي لونٍ عليها مداراتهِ
كي تموت
وتعلن عيد اختراع الحداد.
العتـاب:
لا يكون كما ينبغي..
إذا كان بين حبيبين.
التـراب:
باعثٌ للحروبِ
وبوصلةٌ للشعوبِ
ومقبرةٌ للذنوب..
وباب.
العِقـاب:
ربما
فكرةٌ قدمتها السماءُ
على طبق من دياناتها
كي تقي سقفها
من تكاثر ما لا لزوم لهُ.
الجـواب:
كائنٌ يستحي أن يكون
إلى أن يقول السؤالُ المهيـأ
كُـن
فيكون.





محمد الحارثي


(دون مفاتيح)

يدٌ في النوم
مسمار في الرقبة.
ثلاثون عاماً في سلاسل الماء
في الذهب الخالص
يلوّح لأشباهه
ببريق عروقه
ناحتاً أصابع الريح
بإزميل ساهمٍ في الغابة
يرشو القسوة بالمسامير والضحك
كلما زاغت نظرةٌ بلَـيلها
نحو البارود
أو تهشمت عظامُ أسمائها
خاتماً خاتماً
في فصوص الظلال.
ثلاثون عاماً
في سلسلة
دون مفاتيح
تـدقُّ
مسماراً في النوم
ويداً في الرقبة





محمد الحارثي




(صورة فوتغرافية للوحشة)



قمرٌ ماطرٌ لن يفيض به الهاتف
الذي تنتظر من أيقونةٍ
تَـمُـزّ ضفافك في
قارة أخرى.
تمرقُ بقميص حياتك
من ورقة إلى ورقة
ليلاً جهـيراً
يرفرف في أحشائك
كصورة فوتوغرافية
أمضاها أسلافك
بوحشة دولفين
يمخر ظلال السفن الغارقة
في غيمةٍ من القرنفل
تأتي بساحلٍ في زنجبار
أو تذهب برماد روحك
(الذي أوصيتَ راهباً بوذياً أن يحتفظ به
في علبةٍ مفضضة كتلك التي يحفظون بها
رماد الموتى هناك)..
بعيداً
عن رُعافك الهاطل
على طاولة صقيلة
بأشباه أصدقاء
يُـعتقون في حناجرهم
ظهيرةً شاسعة
ترفو الظل
بقطرة نبيذ واحدة
في صحراء المعجزات هذه



محمد الحارثي



(سماء الذين نحب)


سماءُ الذين نُحب تحب سوانا
وتشهر إعجاز قرآنها في المواسم. تجحدُ أسماء أبنائها في العواصم. تحفرُ بالذهبيّ الأنيق وراء البطاقات أعيادها
ما عسانا؟
سنفعل حتى نكذب أدمعنا ونعيد
القرنفل
إلى وضعه في الطبيعة بين النباتات
دون اتكاء على جبل من نحاس التطفلْ
أنبحث عن حانةٍ كي نبث لنادلها
صلوات هوانا؟
أم ترانا
سنشغل أنفسنا باستراق التأمل
في سماء سوانا.




محمد الحارثي


(حنين)


الآن،
وقد ملأ الجسدُ بدفئه البارد قبراً
مُطيباً بدعاء الأحذية اللاهثة
نحو مسجد المَأتم
الآن،
وقد طارت الروح نحو الشك
المنجّـد بمخملٍ من يقين
ماذا سيحصد من فيضان الأجوبة
سوى الحنين إلى سؤالٍ قديم؟.




محمد الحارثي


(المن والسلوى)



يُفكر أن يذهب الآن للسوق
كي يشتري ساعةً لا تقول المواقيت
قبل الشروق
عـلّهُ..
يجعل الشمس، هذي التي تتكر، لا تتكررُ
يوماً فقط
علّهُ يتباهى بصبح غلط
علّهُ مرةً واحدة..
عندما يشتري
يجعل المُشتري
كوكباً يتأهبُ
كي يهب الأرض منّـاً وسلوى
بلا مائدة




محمد الحارثي


(تحيات)



التحيةُ للأرض خيراً وشرا
التحيةُ للوقت حُلواً ومُـرا
التحية للصامتين كثيراً على وضعهم
التحية للظهر يرفض مأدبة الانحناء
التحية للأصدقاء يقودون بحراً إلى مجده بالأصابعْ
التحية للشجر العربي على جبلٍ شامخاً ضد أعمدة الكهرباء
التحية للماء يُنجز وعد النخيلات في ليلة من ليالي الحراسة
التحية للحبر يغرسنا في أقاصي الفلكْ
التحية للصمت يفتح بين سريرين باب القداسة
التحية لامرأةٍ أرضعتنا حليب الوله
التحية للعين مفتوحة كعيون السمك
التحية له
التحية لك
التحيةُ لي:
حاملاً في يدي
هذه القنبلة.





محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 5:05 am

(تحليق)



شتحلّقُ بي هذه الطائرة
تحلقُ. تبدأ بالشاي بعد الطعام. العطور التي تُشترى. الماء يُعصر من سحب اليوم. أغنية مفرحة
وانعتاق العيون الطفولي في الأجنحة
تقول لنا:
أنتمُ الآن فوق المكان
أنتم الآن فاصلة الوقت بين زمان وبين زمان
أنتم الآن فوق الحدود، وفوق الجنود، وفوق الجدود
الذين يغيبون في حضرة الأضرحة
أنتم الآن، وحدكم الآن، خارج كل الممالكْ
فرسٌ مسرع ضد كل اتجاهٍ
بلا كبوةٍ
وبلا حافرٍ مثقل بالسنابكْ
……………………
………………………………
تحلقُ…
لكنها لا تدافع عنا
أمام رجال الجمارك.





محمد الحارثي

(المهمه الأخيره )




لكي يغرق الماءُ
لا بد من غرق اليابسة
ولا بد من كائنات تُجـهز في غرف العمليات للموت. لا بدّ من جُزر في هواء الخليقة تُطوى كمفترق لا يؤدي إلى أين. لا بد من لحظات تُدق مسامير في حائط الأبدية. لا بد من قصة عرقها في الخرافة ينمو..
لتنمو على شفةٍ نابسة
ولا بد من ليلة سادسة
ومن شاعر، وحده، يعتلي صفحة الماء:
يروي لخاتمة الأرض
قصتها في هدوء أخيرٍ
ويمضي.




محمد الحارثي


(ذخيره الرأفه)



بعد محاولةٍ فاشلة أيضاً
أخرج من مسدسه الغافي
رصاصاته الست
ووضعها تحت الوسادة
ذخيرة قوية
لليلة أكثر رأفة بأشباهه
وتَمـدّد
مُـمزقاً وصيته الألف
مفكراً قبل النوم
في الطفل الذي
حدق في عين مسدس
غافلاً عن براءة الأصابع
وهي
تضغط الزناد.



محمد الحارثي



(كلما نسينا )





كأننا الغرباء
نأبى أن نُصدق
نقضم تفاحات من الهواء
بأسنان سرقناها من عيون المارة
كلما التقينا – بلا كلمات
في الأرصفة البعيدة.
اليدُ خاسرة
والخسارة يد
والسماء
بلا إله يدافع عن سُمعة الأزرق
حيث كنا بلا خطيئة في المعبد المسدل
على صحرائه
بلا كأس مُدورة بالنوايا والسفن
ننسخ في سجلات عريقة
أسماء البلاد
بدم سيـزيف نحيل
وأصابع يبستها ضحكة الأحلام.
.. وحين نتعب (أو يُسمحُ لنا بذلك)
نُلقي أجسادنا من نافذة الصبر
قرباناً يتيماً في بئر النوم.
كلما نسينا
تذكرنا المعادن الثقيلة في الرأس
الطفولةَ المجففة على سفوح الشمس
الدمَ البليغَ المقفل
والبلادَ التي بلا مرايا.






محمد الحارثي


(الهواء المقدس)





في الليل المسكوك من
قناديل خجولة
يفتحون
صندوق الرغبات القديم
حيث الهواء المقدس
خفيةً يتسرب
دون أن تراه
قامات الشوق المستديرة
في العيون.







محمد الحارثي



(بالعيون يصعدون الجبل)





الشجرةُ
التي وحدها
في آخر الليل
بلا وسادة أو دليل
تغفو اليوم وتتذكر
نامور البلاد الرائب
في دروب رعاة
يمضون في المخيلة
بلا حتى مزمار
بين سلالة وسلالة
بين شمس وشمس
يصعدون الجبل
بعيون تسيل بياضاً
على حجر الحكمة الذبيح
أسفل الشجرة
التي وحدها
في آخر الليل
تغفو وتتذكر
أعياد الأزل






محمد الحارثي



(موظف)




يفتح النهار قميصاً لفراغٍ سيد..
عَـبّـارةً لليل يضنى من جسور الكلام الجازم
يوقظ أولى عتبات السُـلّمِ من سِلْـم الغفوة
ويقطف وردة الباص ليهديها
كآبة الوظيفة.
يمحو ويُمحى بمدية الفراغ
ليمنح، أخيراً، عقارب الساعة
مُخيلةَ الخيول المهزومة
أملاً في ترويض ظهيرة مراوغة.
يُحشرُ، ببطء، في قطيع العودة
وينام بذاكرة منقوصة.




محمد الحارثي


(القصي*)



في غرفة مغلقة
بفم العزلة
يفتح بابه الخاص
يقذف بيد السأم
مسلات الفروض والسُنن
نحو بحر مجاور
حيث الأسماك
تصطف أيضاً
في صَلاة عسكرية.
في الغرفة الأخرى
يفتح صنبور دمه






محمد الحارثي


(اقراص الشمس)



كلما لسعته الشمس في بركة من عَرق
طابور مدجج بوردة الانتظار الماهر؛
حلُم بصباح مُعممٍ بغمامة كاهن يرعى
قطعان النسيم
بيد من هواء
في الآن الذي يَهبُ، بيد معدنية، أقراصَ الشمس
لحُوت على وشك الانقراض.
كُلما لسعته الشمس
استيقظ من حلم.




محمد الحارثي



(قصيده للفرح)



هذه المرة
سنرأفُ بفرحنا الذبيح
ونفككُ، بسأم الهمّـة، خشبَ
جنازته اليومية
حيث نقوده من سَمكة العين
نحو حانةِ القَصد
لنَسكر وإياه
حتى نراه
بعَين السمكة
ذبيح الفرح.






محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 5:08 am

(سلاح المتعه)




رغم هذه الآفاق المسدودة بسُـلالات الضجر
تجدُ المتعة طريقها إلينا
لتجدنا:
تدثرنا بعينين بلوريتين
تبتكر، ليلاً، ليلكَ الآفاق المسدودة
ليتميأ طيفها بين أيدينا
لتكون، في ذروة الصخر، سلاحنا الصغير
نحو سماوات ترعى الإثم.






محمد الحارثي

(بعيدآ عن دموع البلاد)




جبلٌ مكسو بمخدع مُفضّض بفكرة البحر النائمة في الموقد المقمر بنظرة كَركَند تُطلقُه من عَرش الزغب عذراءٌ تتنفس الماء وتدلق أسرار الفتنة مرمراً تعبره مجرات الرحيل بخطوة من حرير:
هكذا خان الضجر وظيفته بإخلاص
ذات صباح مشمس بالظل على سطح
سفينة مبحرة بوقود تبخره نداءات
العودة إلى ميناء ما
حدّ اختلاسه ماء البحر كاحتياطي مُدلّـل
حد الانحراف الذي تزكّيـه بوصلة معطوبة
حد الأرخبيلات المبعثرة بمهارة عابث أخير
حد الأسماك المختالة أشجاراً قيد التصنيف
حد الأمواج المُمـزِّقة قمصانَ المقاومة
بقامة الهواء البالغ
حيث أداعب، بجسارة
يد من حُلم،
حقيبة سفري الغافية
في بلور المسافة
بعيداً
عن دموع تغزلها البلاد خيطاً
يَشد صنارة حزينة.



محمد الحارثي

(خنجر الماء)




هاهو صديقنا القديم
يخترق آخر متاريسك، أنت الذي بلا
حتى قلعة زجاجية
ماداً مخلبه المعمم بقَـدرٍ
أمضى القيلولة في كأس
منتقياً العين بعين أعمى
ضاغطاً عظامك على حديد
من حذرك
آخذاً معه دموع قرية كاملة
ظنت قبل أمس
أنك من سينحت بإزميل الحكمة
شاهدة آخر قاطنيها
ربما
لأن سدرة السوق
لم تثمر إلا وجهك
وجهك الذي
لا يحتاج عينين
وابتسامةً
ولغزاً ملكياً
وعُمراً لا يتقدم
وجهك الذي فينا خنجر ماء
حسبناه طعنة
نحن الطاعنين في سِـنٍّ
لا يغفره المديح.




محمد الحارثي


(ظهيره في الاعالي)



صيادون عائدون بعرق أياديهم
لامعاً في وَسَـن أسماكهم الضريرة
منذ أغمضت لياليها قبل نصف قرن
في قنديلها الخافت؛
فيما ظلال الغافي
تبارك رحى الظنون المعمرة
في ابتسامة الأحافير وصرير الصواري..
في الجثث الممهورة بخاتم سليمان
مُـزرقاً كدمعة أسفل الغرانيت
اللامع صِبـاه في أصابع
أطفالٍ يخمشون صراخهم
بظهيرةٍ تلمع في الأعالي.




محمد الحارثي

(اصابع الغيم)



تلمعُ البروج العالية
كمن عُـمّر طويلاً
في رفة عصفور
أضرم النار في جناحيه.
تتلو بعد أن أعيتها الحيلة
بياض الصلوات المُقدد
في الجباه والجرار.
ترفو قمم النخيل
فحلاً فحلاً
وسلالةً سلالة
بأصابع الغيوم المثلومة بالجصّ
والحصى الناتئ في المخيلة
جرحاً
ينزف دم الأسلاف
في بستان الماضي.




محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالسبت يوليو 11, 2009 5:47 pm

(بين عصفورين)



بالزنبقة ذاتها بين عصفورين
في حديقةٍ عامة
نفتـتحُ هذا اليوم
بكأس من الكلام وطاولةٍ من الوقت
كأنما لننسى
كأنما لنتذكر
الأيامَ الخوالي
الأيام المليئة
كأنما
لن تعود من مساء الماضي
كأنما
لن تُـقبل من صباح الغَـيب
تلك الأيام
بالزنبقة ذاتها
بين عصفورين في حديقةٍ عامة.




محمد الحارثي

(المرآه لم ترا ذلك)




ستخرج من القميص المثلث
كما سيظهر وجهها دون سائر الوجوه
في كرة المرقص الزجاجية
وحيدةً هذه المرة
وحيدةً ككل مرة
تدخن في لمبات الليـزر سيجارة
تكتـفي إثرها بنـسر مجنح
ينشد قصائد للخنسـاء
وابن خفـاجه
غير آبهـةٍ به ككل ليلةٍ
ككل ليلةٍ بقطرة بيضاء
تمطر صحـراء رغبته
في المـرآة التي لم تر ذلك.




محمد الحارثي


(فتاة المتحف )




مطوحة قامتها الوديعة
في صمت المتحف الخالي
إلا من نظراتنا
ترتب فصـوص الفوضى:
دالي على دراجة دوشـان
بول كلي مرفرفاً على الرف
وفرانـك سـتيلاّ يقلب الدرج
على عطر العابرين.
مطيـلةً قميص اليوم
بحذاء رياضي –
تأخـذ شفق الوجوه الغريقة
نحو المصعد الذي لم يعد
يعـمل.







محمد الحارثي


(قناديل اشبيليه )




تهـز مضجع أخشـابك
بقطرات الندى في عين
بجـعة
بالبقرات السمـان يتراقصن
بين الكلام والكلام
تمريـناً ناقصاً لعضلةٍ لم تنم
في لسان الفواصل، حيث لا فاصلة
سوى خـرير فودكـا الأمس
تُـذبـذب قناديل إشبيلية
بمُـستقطر قلاوون..
وتروي أشجارك
بسـحره النضـر في حبات القرنفل
وصـولجان دورة الكلام
الذي لا تأخذه سِـنةٌ ولا نوم
قبل فاصلة
بين نقطـتين
لم تسقط آخرهـن من فمك.





محمد الحارثي


(زاويه مائله)




لم تكـن شـريكَ المـعـنى ونـقيـضه
لكنّـك بين بابين
تخـطو بأنـصـاف الكـلـمات
تـذرع سقف الحُـلم
بالمـغـامرة الطـاعنة
في السِّــن.
تـذرعُ الـذراعَ
والعُـكاز الذي أضحى طريقاً..
الطريقَ التي أمسـت مـساءً
في المراثي والمـرايا.
.. ولم تكن وحدكَ
على منحدر حياتك
على منحدر حياتك التي
لم تكن وحدك.
كانت يدك التي تـضيء
قناديل الهواء
صـورةُ الفجر الفوتوغرافية
كانت تـحيـكُ عتمة الصباح
بـإبـرةٍ نائمة
وخـصلة امرأة لا صباح لها
في المـرآة الهائلة..
المـرآة التي
في آخـر المنـحدر
تـعكسُ ذات الصورة
بـزاوية مائلة
لم تفـهم أنها حـياتك المـشنوقة
على بـاب الفـردوس.






محمد الحارثي


(غفوه صعبة المنال )





في ثالوث الظهيرات أسترخي
مع كتابٍ خفيف
أخاتل بفراشةِ حكاياته السبع
غفوةً صعبة المنَـال.
وعندما لا أفـلِـحُ في ذلك؛
أستـميحُ المُـذيع عُذراً
في خفض صوتهِ المليء بالأخطاء
حتى أتمكنَ من الإنصات لسرب طيور
مهاجرة
في غابة التليفزيون.
لكن فحيح فرامل الشاحنة
التي تُفرغ كل يوم بُحيرةً من البنـزين
في صهريج المحطة -
تصلُ رائحةُ أسماكها الجُـوراسيّة
أنفَ الحكايةِ السابعة
وتجعلني أفشـلُ
من جـديد.
لِـذا
كنتُ أرحلُ إلى قارات
مُقمرةٍ بالنوم
وبُلدانٍ يحسـدني نُـبلاؤها ومُعـدموها
على دولارات البـنـزين
التي لم تكن في جيبـي.
وعندما..
عندما أخبرهم أن كل مالديّ
جـوازُ سـفرٍ بخنـجرٍ وسيـفين، و..
أوراقٌ بيـضـاء
أكتـبُ عليها
مُسـوّدات قصـائد-
لا يُصــدقونني
بل يُدخلون أيـديهم في جيـوبي
ليـشمّـوا رائحة البـنزين العالقة
في ورقـة كلينكس سـوداء.
.. وحتى العزيز "مـندلشـتام"
الذي أحملُ كتـابهُ وموتَـهُ في الطريق
إلى سيـبـيريـا (تعويـذةً من شرور السـفر
أوصانـي بها مُجـرّب)
يهـزّ أذنيـهِ الكـبـيرتين
خارج الغِـلاف:
مُـكذباً حكـايـتي
ووصـيّـةَ المُجـرب!
مع ذلك
مازلتُ أعودْ
بصُـورٍ فوتوغرافية
وحقيبةِ ظَـهر
وقصـائد
تـتدلى منها
أرقـامُ الرحـلات
وأخـفافُ حُـنينْ.
ثُم
رحلةٌ جديدةٌ، وهـكذا دواليك
(بين خنـجـرٍ وسـيفين)
مع سائحٍ أمريـكي في هـانـُـوي
أو في الخط المعلّـق بين مكـةَ
والجُـزُر العذراء
ولاحـقاً في شـارع الملك محمد الخامس
وحتـى أمام البـوذا الرخـامي في تشـيـانغ ماي
كنتُ أفكّر..
وتلك الليلة التي قضيتُ مآخيرها
بين زيـجـنشـور وداكّـار مُـنصتاً
لمبـادئ عِـلم الملاحة وتعاليم
القناع المعـلّق فوق شـاشة الرّادار..
(كنتُ أُفـكّر)
في نـسر العاصفة
الذي هَـبّ من خـرزةٍ مكسـورة
وأسقـطَ القنـاعَ بعيداً
عن ريـشةِ النسـر
وبُحـيرة البنزين
التي لم تنـفجر بعدُ
كأشـلائي..
كأشلائي
في المـرآة التي لن تبكي،
ولن يسـتميـحها المُذيعُ عُـذراً
عنـدما يُقـلدُ ريـز خـان في السـي إن إن
بخبرٍ صغـير عن هيـروشـيما الشُـرفة
بعد أن ينـسى، ويُـزيح جانباً:
غفـوةً صعبةَ المنـال
وطـائـراً لم يُـهاجر
من غـابةِ التليفزيـون.





محمد الحارثي



(ينبوع الحصان)




عندما ركض الحصـانُ
نحو الهـاوية المُـهـيّـأة في
كـأس
لم تسقط الـوردةُ السوداءُ
من غُـرّتـه
رغم أن القبـيلة المنـسية في المَـضارب
كانت تضحكُ من الألِـف المنـصوبة
مكـان الأشـجار التي مـحتها
صورةُ الـعائدِ من ظِـلال المـائدة-
المـائدة التي ترامت أغصانُـها
حتى تُـخوم النسـيان
وغُـبارِ السـيارات التي تُـشـخبطُ الأفُـق
بقصـائد النّـبط الإلكتـرونية
وفتياتِ الإعـلان عن جَـمَلٍ ومارلبورو
يَـعـبُـران واحةً مُتـخَـيـلة
تـنزفُ حقـيقتـها الصغيرة
من عُـروق الأسلاف
بـتـلك السّـهولـة العـابقة
في عـطر مكـالمـة هاتـفيـة
بـيـن الصحـراء والـجـنّـة:
كـأنْ يـشرب الـعائـدُ
كـأسَ ماء
كـأن تـضحك الـقبـيلـةُ
من جـديد
أو
كـأن يـدقّ الحـصـانُ عُـنقه
في هـاوية تلك الكـأس
ويُـبـقـي الوردة بيـضـاء
حـتى آخـر قـطرة
من يـنـبوعـه النـازف






محمد الحارثي


(بيادق الرمل)




الغـرقى ظلوا في عـتمة
الزجاجات
والقمرُ مضى
في حال سبيله.
كذلك الدشاديش
ظلّـت مكـويّـةً في انتظار
أعمارهم التي
ذهبَ بها الصيد
إلى مَـحفلٍ مُـترب بالطرائد
والغراب الذي
أدمى بعينيه ريشةً
نسيت أن تضع حصاناً
في لوحة العُـشب-لم يتفتّـق
ذهنهُ عن حيلةٍ جديدة
للوقوف على الأشجار
أو حتى أي لونٍ آخر
مازال يُخفي حفيف الأوراق الساقطة
في رُواقٍ مُـغرورقٍ بالظل.
لم يأتهم أحدٌ
ولم يتبادلوا بيادق
الرمل
أو أنصاف كلماتٍ
يبلّـلون بها نَظرات الجِمال
كما لم يحدث
أي شيء آخر
لأنهم انتظروا طويلاً
حتى ماتوا.




محمد الحارثي



(قهوة الشيخ علي في زنجبار)




منذ ربع قرن والشيخ علي يُقرفص أمام طاولةٍ خفيضةٍ قُرب الكنيسةِ التي كانت مزاداً لبيع العبيد بقميصهِ البالي، يُقرفص، وإزارهِ المُخـطّـط وطاقيّـته التي تُخفي
إبريقاً من اللغات.
فنجانٌ لكلّ عابر
عشرون شيلـينجاً لكلّ فنجان
كلٌّ لُـغةٍ بحكاية،
كلُّ حكايةٍ بـلُغة.
عينهُ المضيئةُ على العـابرين
والمطفأةُ في بُـويضاء القلب
يدُهُ منفاخُ النار والإبريق
بُـراقُـهُ الفجرُ
ودعابتهُ لعابر السبيل.
كان طباخاً في سُفن الإنكـليز
وبعد الثورة كاتباً
في ديوان الألمان الشرقيين:
أحبتني حوريّةٌ
منهم واقتادتني من إزاري هذا إلى برلين.
أنجبتُ منها إسماعيل، وعندما طُردتُ من
هناك اصطفاني الجنرال ديـبون لتحضيرِ طعامه.
أسلافي سلاطينُ حضرموت..
ولكن، كما تَـرى، ها أنذا وريثٌ مثاليّ
لسُـنّـةِ الحياة.
(قال وسيجارةُ سـبورتسمان تحترقُ بين شفتيه)
غير مُبـالٍ بشَـعرات الأسى والضحك
تتساقطُ في كل كلمةٍ وفنجان.
أبحرتُ من عَـدن إلى مسقط. وفي صُور
نسيتُ مزمار الحرب التي أضحت طبلةً في أذُني وسمكةً في زادي. وفي البُصرة أبصرتُ عبداً فاشتريتهُ بسبعةِ دنانير، أخبرني أنهُ مَـلكٌ في بلاد الزنج فأعتقتُـهُ قبيلَ جلوسه على عرشهِ من جديد.
أطربتهُ قصائدي المُـقفّـاة
وكافأني بغانيةٍ ومنصبٍ
كسرتهُ أغصانُ قبيلته.
الأغصان التي ما فتئَ يُرمّـمها
بالضحكات والصلوات.
لكنني ملولٌ كسائرِ الملوكِ..
كالرّعيّـةِ من مُلوكها
مَـلولٌ
ولم يكن لي، حينها، مهربٌ
سوى الهرب.



محمد الحارثي


(خورخي في المدينه)





وُلد في المَريـّـة
بشارع غارثيا لوركا.
تـاهَ بين مكتبة بورخيس والمدينةِ القديمةِ
في قُرطبة
حتى تصادفنا في سالفِ العُصور
واللحظة.
أسـرَّ لي، بعد قضمةٍ من التشـيبس
أنهُ ماركسيٌّ حـتى النخاع
رغم إعجابِ أبيه بالدكتاتور
كما أن العين لا تُخطئ زُلالَ
مشـيتهِ ومفرقَ شـعرهِ الطويل. لكنهُ
عندما اختفى، بإضمامةِ لُغاته السبع، عادَ يمسحُ
دموعهُ بمنديل النادل.
وقبل أن أرفع بُحـيرةَ الكأس
من رائحة السَّـاج
راح يرثي عشيقهُ الإيرلندي بقصائد
يستعيرُ مفاتيح أقفالها من لوركا، دونما التفاتٍ
إلى حُـرمةِ الأقواس (فهما أندلسيّـان!).
لكنهُ بعد إغماضةٍ
في سُـندس العتمة
أفاقَ من صليبِ مراثيه وطلبَ دورةً أخرى
في صحة العاربةِ والمستعربة، سائلاً
بمبسـمٍ ظلَّ مزموماً في طريق الغابةِ
المنحدرة من فصوص القصر: إلى أيِّ
الجذرين غصنُ أسلافهِ
يميل؟
ثم مال بزاويةٍ تركَ أمر تحديدها لأودين
لكنهُ في اللحظةِ الأخيرة أبى
(إجلالاً لذكرى ديـفيس) تاركاً
عربون صداقةٍ في قُرص ليـزر:
الفُـصولَ الأربعة
مضـغوطة في ليلةٍ ماطرة.



محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
قلب المحبة
المراقبة العامة
المراقبة العامة
avatar


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 1691
نقاطي : 56594
تاريخ تسجيلي : 24/06/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالأحد يوليو 12, 2009 2:59 pm

أشكرك على طرحك للموضوع المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالأحد يوليو 12, 2009 3:17 pm

يسلموووووووووووووووو على المرور نورت بصراحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
جالكسي
مشرفة عالم الطفل و الأسرة
مشرفة عالم الطفل و الأسرة
جالكسي


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 596
نقاطي : 54714
تاريخ تسجيلي : 28/07/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 23, 2009 7:52 am

مشكوووووووووووووور

دئما موضوع متتميز

تحياتي نور السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جسر المحبه
مشرفة عالم الصور
مشرفة عالم الصور
avatar


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 469
نقاطي : 54331
تاريخ تسجيلي : 14/08/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالأحد أغسطس 23, 2009 11:29 pm

مشكووووور حبيبتي

ربي يعطيك العافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة الخيال
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
●|¦الحلآإأ بإسمي إنڪتب¦|●
ملكة الخيال


الجنس : انثى
عدد مشاركاتي : 3968
نقاطي : 59980
تاريخ تسجيلي : 14/05/2009

ديوان الشاعر ..محمد الحارثي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ..محمد الحارثي   ديوان الشاعر ..محمد الحارثي I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 24, 2009 12:16 am

تسلموووووووون ع المرور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://omran8.co.cc
 
ديوان الشاعر ..محمد الحارثي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور سعد الحارثي
» توبة محمد
» شعرى ////////////// محمد
» سجل حضورك بالصلاه على النبي محمد
» أخـــتـــاه...بـــنـــتـــاه...أمـــاه......صرخة من القلب_للشيخ محمد حسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جست لايك يو  :: العالم الأدبي و الثقافي :: عالم الشعر-
انتقل الى: